المتواجدين الآن

المكتوب .. من عنوانه !
 
  اخبار الاردن -من حيث المبدأ .. لا يمكن لاحد أن يكون ضد المفاوضات بين ( فريقين ) متنازعين لكننا ونحن نرى كثيرين يرحبون بعودة اسرائيل والسلطة الفلسطينية الى مائدة المحادثات بعد امتناع الاخيرة لثلاث سنوات وقد ثبت لها عبثيتها في غياب أي مرجعية، فاننا نرى في نفس الوقت من يعلن رفضه لهذه ( العودة ) متنبئاً بفشلها اعتمادا على خبرات سابقة .. عديدة ( فشل جورج ميتشل المهين نموذجاً ) ! وإذا سأل سائل عن البديل، أهي الحرب التي تعني الانتحار والذهاب الى الموت ! أم ( رضوخ ) الفلسطينيين لسنوات وربما عقود أخرى من المعاناة والضياع ؟ فأن جواب المعترضين على المفاوضات هو ( المقاومة ) الفلسطينية المستمرة بكل الوسائل السلمية الممكنة والمستنبطة وبينها العبقرية كحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات ثم العقوبات BDS التي بدأت منذ ثماني سنوات وهي شبيهة بحركة المقاطعة الجنوب الافريقية التي استغرقت ثلاثين عاماً حتى تكللت بالنصر على النظام العنصري الابارتهايد وقد حققت الحركة الفلسطينية إلى الآن نجاحات كبيره في الاوساط الاكاديمية كان آخرها الصفعة المدوية التي وجهها عالم الفيزياء البريطاني الأشهر ستيفن هوكنغ بمقاطعته لمؤتمر الجامعة العبرية في حزيران الماضي كما أظهرتْ نتائجَ ايجابيةً في المجال التجاري حتى أن اضخم مجموعتين لمحلات السوبرماركت في هولندا اعلنتا انهما لن تبيعا بعد اليوم اي سلع مصنوعة أو منتجة من قبل المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتله ما دعا حكومة نتنياهو لتشكيل لجنة طوارئ لمواجهة الموقف قبل أن يتفاقم، وربما كانت جهود ال BDS هي التي أثمرت مؤخراً القرار الهام للاتحاد الاوروبي الذي يقضي بعدم التعامل أو التعاون مع إسرائيل خارج ( حدودها ) ويعني ذلك اسقاط المستوطنات (الاسرائيلية) في الاراضي الفلسطينية من أي اتفاق اقتصادي أو تجاري مع دول الاتحاد، وهو القرار الذي هز أركان الدولة الاسرائيلية لانه يمس لاول مرة موقفها الغامض من قضية الحدود اذ ترفض منذ إنشائها الافصاح عنها ! وقد اضطرها هذا لأن تقوم بمساعٍ محمومة مع حليفتها الكبرى اميركا تمخض عن نشاط مكثف لوزير خارجيتها جون كيري (ذي الجذور اليهودية إذ ان جده وجدته اليهوديين تنصرا في نهاية القرن التاسع عشر) وذلك لاعادة الاسرائيليين والفلسطينيين الى مائدة المفاوضات وقد يكون الهدف العاجل اسقاط حجة الاتحاد الاوروبي في اتخاذ قراره إذ أن المستوطنات التي يريد أن يقاطعها ويعاقبها ليست في الواقع مقامة على ارض ( محتلة ) بل على اراض متنازع عليها بدليل أن مفاوضات سوف تجري حولها بين الطرفين للتفاهم على ( تعديلات ) الحدود! 
وأما المفاجأة المفضوحة النوايا فهي اختيار مارتن انديك ممثلا لاميركا في عملية السلام وهو اليهودي الاسترالي الاصل صاحب التاريخ الصهيوني المعروف فقد عمل في البداية مع لجنة الآيباك (اللوبي الاسرائيلي) واصبح سفيرا للولايات المتحدة في اسرائيل .. مرتين، ويعمل الآن في مؤسسة بروكنغز لحساب حاييم سابان .. كما ان دوره في ما يسمى عملية السلام عبر اكثر من عشرين عاماً معروف تماماً للفلسطينيين فقد وصفه نبيل شعث بأنه كان أثناء مفاوضات كامب ديفيد عام 2000 منحازاً لاسرائيل ومؤيداً لمواقفها حتى انه دافع عن المستوطنات اكثر مما دافعت عنها اسرائيل نفسها ..
وبعد .. فاذا لم ندرك كنه ( المكتوب من عنوانه ) بتكليف مارتن انديك بالمهمة، فأننا نستطيع بسهولة ان نرى القنبلة الموقوتة المزروعة في نهاية الطريق والمتمثلة في شرط موافقة ( يهود ) إسرائيل على اي اتفاق يتضمن التنازل (!) عن بعض الاراضي الاسرائيلية مقابل بقاء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية وذلك في استفتاء عام ليس صعباً معرفة نتائجه منذ الآن ! 
إرسال تعليق
شكرا لك ولمرورك